×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 يصلي، بخلاف ما إذا صلى وحده، وقد يصلي صلاة غير صحيحة، فيها خلل، وهو لا يدري، إذا صلى مع الناس، ورأى كيف يصلون، وسمع المواعظ، وسمع الذكر، وسمع ما يلقى في المساجد من ذكر الله ومن المواعظ، يستفيد فائدة عظيمة.

وفيها - كما ذكرنا - تآلف القلوب، وزوال الأحقاد والإحن والشحناء، فإن المسلمين إذا رأى بعضهم بعضًا، وسلم بعضهم على بعض، هذا إلى جانب هذا، فهذا مما يلقى الألفة بينهم وعدم النفرة، وإلا فإن الإنسان إذا انفرد، توحش، وصار عنده نفرة من الناس، أما إذا اعتاد أن يتردد في اليوم والليلة خمس مرات، فإن هذا يحصل به التآلف بين المسلمين، وزوال الجفوة فيما بينهم.

ومن فوائد الجماعة: أنها تزيل الفوارق بين طبقات المجتمع؛ الأغنياء والفقراء، والأمراء والأفراد، كلهم أمام الله سواء، يجتمعون ويصلون جميعًا، هذا إلى جانب هذا، الفقير إلى جانب الغني، والأمير إلى جانب الأفراد، لا ميزة لأحد على أحد إلاَّ بالتقوى، بتقوى الله سبحانه وتعالى، أيضًا صلاة الجماعة تزيل الفوارق بين المسلمين، واستعلاء بعضهم على بعض، فهذا من أعظم الحكم في صلاة الجماعة، ولها فوائد عظيمة، يعرفها من تأملها، فنبدأ بالفضيلة الأولى، وهي فضل صلاة الجماعة، وما فيها من الأجر.


الشرح