فهذا الحديث في
الحقيقة فيه فوائد عظيمة.
يقول: «فَتَوَضَّأَ
وَأَذَّنَ بِلاَلٌ»، توضأ يعني: توضأ قبل أن يخرج، قوله: «فَتَوَضَّأَ»
ليس معناه أنه ما توضأ إلاَّ بعد الخروج، بل توضأ قبل أن يخرج، وخرج بلال ببقية
وضوئه الذي يتبرك به.
«قَالَ: فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ فَاهُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا، -يَقُولُ: يَمِينًا وَشِمَالاً-: حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ»، هذا فيه أن المؤذن يلتفت عند الحيعلتين يمينًا وشمالاً، فإذا قال: «حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ»، يلتفت عن يمينه، وإذا قال: «حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ»، يلتفت عن يساره؛ لأن هذا أبلغ للناس، ولأن قوله: «حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ» دعوة للمسلمين: أي: أقبلوا، «حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ» أي: أقبلوا، وتعالوا، وهلموا على الصلاة، فالالتفات من أجل أنه أبلغ في وصول الصوت إلى الناس، فهذا فيه دليل على أنه يستحب للمؤذن أن يلتفت يمينًا وشمالاً في الحيعلتين.