عن أنسٍ بن مالك رضي الله عنه قال: «أُمِرَ
بِلاَلٌ أَنْ يَشْفَعَ الأَْذَانَ وَيُوتِرَ الإِْقَامَةَ»([1]).
الوقت، وإما أن
يصوموا بعد طلوع الفجر بسبب أذانه، فهو أمين، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم:
المؤذن مؤتمن والإمام ضامن، قال صلى الله عليه وسلم: «الإِْمَامُ ضَامِنٌ
وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ»([2])، فعلى المؤذن
مسؤولية دقيقة في أمر الأذان، كذلك عليه أن يؤدي ألفاظ الأذان على الصفة المشروعة،
لا يلحن فيه، إذا لحن لحنًا يحيل المعنى، فلا يصح أذانه، وأما اللحن الذي لا يحيل
المعنى، فلا يخل بالأذان، وأما تلحين الأذان، والتطريب به هذا يكره، يكره تلحين
الأذان والتطريب فيه، ولكن يستحب أن يحسن صوته فيه، وأن يؤديه أداءً جيدًا حسن
الصوت، فتحسين الصوت بالأذان مطلوب، لكن التلحين والتطريب هذا غير مشروع، بل إنه
ينقص أهمية الأذان عند الناس، فينبغي الاعتدال في هذا الأمر.
«أُمِرَ بِلاَلٌ»، بلال بن رباح مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم كان من السابقين الأولين والمهاجرين، وأوذي في الله أشد الأذى، فصبر، وثبت على دينه إلى أن اشتراه أبو بكر الصديق، وأعتقه، فهو من موالي أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه، «أُمِرَ»؛ أي: أمره النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن قول الصحابي: أُمِرنَا بكذا، أو نُهينا عن كذا، يرجع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا أحد يأمر
([1]) أخرجه: البخاري رقم (603)، ومسلم رقم (378).