عن أبي جحيفة وهب بن عبد الله السوائي قال:
«أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم - وهو في قبةٍ له حمراء من أُدم - قَالَ:
فَخَرَجَ بِلاَلٌ بِوَضُوءٍ، فَمِنْ نَاضِحٍ وَنَائِلٍ، قَالَ: فَخَرَجَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ كَأَنِّي أَنْظُرُ
إِلَى بَيَاضِ سَاقَيْهِ، قَالَ: فَتَوَضَّأَ وَأَذَّنَ بِلاَلٌ، قَالَ:
فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ فَاهُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا - يَقُولُ: يَمِينًا
وَشِمَالاً -: حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ حَيَّ عَلَى الْفَلاَحِ. ثُمَّ رُكِزَتْ لَهُ
عَنَزَةٌ، فَتَقَدَّمَ، وَصَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نَزَلَ يُصَلِّي
رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ»([1]).
غاية الإمكان، والإقامة تحدر حدرًا، ولا يرفع
الصوت بها؛ لأنها للحاضرين، وهي إعلام بقيام الصلاة وحضور الصلاة، هذا معنى: «أُمِرَ
بِلاَلٌ أَنْ يَشْفَعَ الأَْذَانَ»؛ يعني: يشفع ألفاظ الأذان، «وَيُوتِرَ
الإِْقَامَةَ»؛ أي: ألفاظ الإقامة. وقال: يوتر الإقامة بالنسبة للأغلب، وإلا
فبعض ألفاظ الإقامة يشفع؛ كما سبق.
هذا حديث أبي جحيفة السوائي، وهو من شباب الصحابة رضي الله عنه، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة، منها هذا الحديث؛ أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ يعني: في مكة، في حجة الوداع، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مكة، نازل في الأبطح، قد ضربت له خيمة من أدم؛ يعني: حمراء، والأدمة: الحمرة، ويطلق الأدم على الجلد، يقال له: أديم، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر، وضربت له الخيمة، فكان في داخلها، جاءه بلال رضي الله عنه بماء الوَضوء، بالوَضوء بالفتح: الماء الذي يتوضأ به،