×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «بَيْنَمَا النَّاسُ بِقُبَاءٍ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ، فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ، فَاسْتَقْبِلُوهَا، وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ، فَاسْتَدَارُوا إِلَى الكَعْبَةِ»([1]).

 

رابعًا: في الحديث أنه يومئ بالركوع والسجود على الراحلة، يومئ برأسه في الركوع والسجود، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه؛ كما جاء في بعض الروايات، لا يومئ بيده، وإنما يومئ برأسه للركوع، ثم يومئ للسجود، ويجعل سجوده أخفض من ركوعه، أما الذي يصلي في السفينة أو بالسيارة، فهذا مثل الذي على الراحلة، هذا يصلي إلى القبلة، إلاَّ إذا كان هو سائق السفينة أو سائق السيارة، هذا يصلي حيث توجهت به، أما الركاب فهم يستديرون إلى القبلة؛ لأن هذا لا يشق عليهم؛ سواء كانوا على السيارة، على الطائرة، على السفينة؛ لأنهم كأنهم في حجرة، لكن إن كانوا يستطيعون القيام، يجب عليهم القيام، وإن كانوا لا يستطيعون القيام، فإنهم يصلون قعودًا، ويسجدون على أرضية السفينة، أو أرضية السيارة، أو أرضية الطائرة، يسجدون؛ لأنهم بإمكانهم هذا، والركوع يومئون به، وهم جلوس.

هذا الحديث فيه: أن أهل مسجد قباء، وقباء هو المحلة التي تقع جنوبي المدينة في أول المدينة، تقع على أميال من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، أول ما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، نزل عند أهل قباء، وأسس لهم المسجد، مسجد قباء، وصلى فيه صلى الله عليه وسلم، ثم تحول إلى المدينة، ونزل


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (403)، ومسلم رقم (526).