×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: «بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِرَأْسِي، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ»([1]).

*****

وهو، ولا تكون فذا؛ لأن أنسًا صف خلف النبي صلى الله عليه وسلم هو وهذا اليتيم، ولم ينكر عليهم صلى الله عليه وسلم ذلك.

ثالثًا: فيه أن موقف المرأة يكون خلف الرجال، ولو كانت واحدة، ولا تصف مع الرجال، ولو كانت كبيرة السن: «فَقُمْتُ وَيَتِيمٌ خَلْفَهُ وَأُمّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا»([2])، وفي روايةٍ: «وَالعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا»، ولو كانت كبيرة السن، لا تصف مع الرجال، ولو كانت واحدة، فيصح أن تصف وحدها خلف الصف، خلاف الرجل؛ فإنه لا يصح أن يصف وحده خلف الصف، فهذا الحديث فيه مسائل عظيمة.

«فَصَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ»، قيل: «انْصَرَفَ»؛ يعني انصرف إلينا، وقيل: «انْصَرَفَ»؛ يعني: من البيت، أي: خرج من البيت.

وهذا الحديث فيه جواز الجماعة في النافلة، في صلاة الليل، لكن - كما ذكرنا - لا يداوم على ذلك، إنما يفعل هذا في بعض الأحيان، فهذا ابن عباس، وكان صغيرًا، بات عند خالته ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين، وكانت الليلة التي بات عندها هي ليلة النبي صلى الله عليه وسلم عندها، فبات معهم هذا الصبي، وخالته ميمونة بنت الحارث؛ لأن


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (699)، ومسلم رقم (763).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (871).