«قَدِ
اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ»؛ أي: من طول ما افترش، أي: من طول الاستعمال قد
اسود.
«فَنَضَحْتُهُ
بِمَاءٍ»، فقام ونضحه بالماء من أجل أن يلين؛ يعني: لِيُبْسِهِ.
«فَقَامَ عَلَيْهِ
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم »، فيه تواضعه صلى الله عليه وسلم، أنه كان يصلي
على الحصير، ويصلي على الأرض ولا يتكلف شيئًا، وإنما يصلي على حسب ما تيسر؛ على
الحصير، على الأرض، على السجادة، على ما تيسر، وما كان صلى الله عليه وسلم يتكلف
شيئًا للصلاة.
«وَصَفَفْتُ أَنَا،
وَالْيَتِيمُ وَرَاءَهُ»، اليتيم هو الصغير الذي لم يبلغ، من مات أبوه، أي أن
اليتيم من بني آدم من مات أبوه، وهو دون البلوغ، هذا هو اليتيم من بني آدم.
«وَصَفَفْتُ أَنَا،
وَالْيَتِيمُ وَرَاءَهُ»، هذا أولاً: فيه جواز صلاة الجماعة في النافلة،
ولكن لا يداوم على هذا، وإنما في بعض الأحيان، تجوز صلاة الجماعة في النافلة، دون
مداومة، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيًا: فيه مصافة الصبي خلف الإمام، وأن الصبي يسد الصف، وأن من صافه لا يكون فذا، بل يكون صفًّا خلف الإمام، خلافًا لمن يقول: لا، إن الصبي لا تصح مصافته، ومن صف معه فقط يكون فردًا. لا، الصبي إذا كان مميزًا تصح صلاته، فإنه تصح مصافته، فلو جئت خلف الصف، ومعك صبي مميز، يجوز أن تقوم خلف الصف أنت