عن عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري رضي
الله عنه قال: حَدَّثَنِي البَرَاءُ - وَهُوَ غَيْرُ كَذُوبٍ -، قَالَ: «كَانَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهِ لِمَنْ حَمِدَهُ
لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ، حَتَّى يَقَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم سَاجِدًا، ثُمَّ نَقَعُ سُجُودًا بَعْدَهُ»([1]).
الذي من أجله صلى
النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا، وأنه لعلة، فدل على أنه يجوز للمصلي إمامًا أو
مأمومًا إن احتاج للجلوس أن يجلس، ويسقط عنه القيام، ودل على وجوب متابعة الإمام
في الجلوس، وأنه لا يجوز أن يكون الإمام جالسًا والمأموم واقفًا، ودل أيضًا على
جواز الإشارة في الصلاة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إليهم بالجلوس، فجلسوا،
فدل ذلك على جواز الإشارة عند الحاجة في الصلاة.
هذا حديث عبد الله
بن يزيد الخطمي، صحابي جليل من صغار الصحابة، وأبوه صحابي أيضًا، هو يزيد الخطمي.
عن البراء، البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: «حَدَّثَنِي البَرَاءُ - وَهُوَ غَيْرُ كَذُوبٍ -»، هل الصحابي يحتاج إلى أن يقال: وهو غير كذوب؟ هل هذا من باب التزكية، أو هو من باب التقوية؟ هذا من باب التقوية، لا من باب التزكية؛ كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: «حَدَّثَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ»([2])، فهذا من باب التقوية، لا من باب التزكية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس بحاجة إلى التزكية؛ كذلك الصحابة ليسوا بحاجة إلى التزكية؛ لأن الله زكاهم، وإنما مراده التقوية، وقيل: إن
([1]) أخرجه: البخاري رقم (690)، ومسلم رقم (474).