×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 المراد بقوله: «وَهُوَ غَيْرُ كَذُوبٍ» ليس البراء، وإنما المراد به عبد الله بن يزيد، والذي قال هذا هو أبو اسحاق السبيعي الراوي عن عبد الله بن يزيد. وأيضًا يأتي الإشكال؛ لأن عبد الله بن يزيد أيضًا صحابي، والصحابة لا يحتاجون إلى تزكية، فهذا من باب التقوية، لا من باب التزكية.

«إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهِ لِمَنْ حَمِدَهُ لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ، حَتَّى يَقَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدًا»، إذا سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يبقون واقفين بعد الركوع معتدلين، حتى يقع النبي صلى الله عليه وسلم ساجدًا على الأرض، لا يحني أحد منهم ظهره حتى يقع الرسول صلى الله عليه وسلم ساجدًا على الأرض، ثم يسجدون، فهذا يبين ما يجب على المأموم في حالة انحطاط الإمام للسجود، وأنه يجب على المأموم أن يبقى واقفًا، لا ينهزع، حتى يسجد الإمام على الأرض، ثم يسجد بعده، وهذا مثل ما سبق في الأحاديث: «وَلاَ تَرْكَعُوا حَتَّى يَرْكَعَ»([1])، «إِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا»، «وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا»([2])، الآن كثير من الجماعات تجدهم ينحنون حتى قبل أن ينحط الإمام للسجود - يحني ظهره -، وبعضهم ينحط على الأرض قبل الإمام، وهذا من الشيطان، ليخل بصلاتهم، هذه مسابقة لا تجوز، لكن بعضهم يكون إما ذاهل، ولا يستحضر الصلاة، وإما جاهل، لا يعرف أحكام المتابعة، وإما أنه عنده شغل، يريد أن يذهب إليه،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (603).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (722)، ومسلم رقم (414).