عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ، فَأَمِّنُوا، فَإِنَّهُ مَنْ
وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِهِ»([1]).
ويريد أن يسبق
الإمام، وقلبه ليس في الصلاة، قلبه خارج الصلاة، ليس بصابر وذلك من باب العجلة
يريد أن الإمام يسجد، تأخر عليه فتحرك قبله، هذا كله من العجلة: ﴿وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ عَجُولٗا﴾ [الإسراء: 11]، أنت داخل في الصلاة تصلي خلف إمام، ولا أنت
بطالع من الصلاة إلاَّ عقب الإمام، فلماذا هذا الطيش وهذه العجلة؟ على المسلم أن
يتنبه لهذا، ويتأدب بآداب الصلاة وآداب الإمامة؛ لئلا يتلاعب به الشيطان.
هذا أيضًا من أحكام المتابعة للإمام، أنه إذا قرأ الإمام الفاتحة في الجهرية، وفرغ منها، فإنه يستحب له أن يقول: آمين، يرفع بذلك صوته، ثم يقول المأموم مع الإمام، وليس عندما يفرغ الإمام من التأمين، لا، يقولون معه: آمين، يكون صوت الجميع يرتفع؛ المأمومين والإمام، والمناسبة أن سورة الفاتحة كلها دعاء من أولها إلى آخرها. أولها دعاء وعبادة، وهو الثناء على الله، وآخرها دعاء مسألة، وهو طلب من الله: ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5]، الاستعانة طلب، ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: 6]، طلب ﴿صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الفاتحة: 7]؛ أي: جنبنا، هذا طلب، فالفاتحة سورة عظيمة، وكلها دعاء؛ دعاء عبادة،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (780)، ومسلم رقم (410).