×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ، فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَذَا الْحَاجَةِ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ»([1]).

 

ودعاء مسألة، فتؤمن عليها؛ لأن من أسباب الإجابة التأمين على الدعاء؛ فيستحب للإمام بعدما يفرغ من الفاتحة أن يرفع صوته بالتأمين، فيقول: آمين، فإذا شرع في التأمين، يشرع المأمون معه في التأمين، ولا يتأخرون عنه، فمعنى قوله: «إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ»؛ أي: شرع، في التأمين، فإن المأمومين يقولون: آمين، معه، والسبب في ذلك أمران:

الأمر الأول: أنه تأمين على الدعاء الذي في الفاتحة.

الأمر الثاني: موافقة الملائكة، فإن الملائكة تؤمن على قراءة الفاتحة، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له، فيحرص الإنسان على رفع صوته بالتأمين مع الإمام، وأنه يستحب للإمام والمأمومين أن يرفعوا صوتهم في «آمين» بعد قراءة الفاتحة الجهرية، أما السرية، فيقولون: «آمين» سرًا، ولا يرفعون صوتهم بذلك.

لما بين ما على المؤمنين، وما على الإمام في هذا الحديث، الإمام عليه مسؤولية أيضًا، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يراعي أحوال المأمومين، فلا يشق عليهم، قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ، فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَذَا الْحَاجَةِ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ»، هذا فيه الإمام يراعي أحوال المأمومين، فلا يشق عليهم


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (703)، ومسلم رقم (467).