عن أبي مسعود الأنصاري البدري رضي الله عنه
قَالَ: جَاءَ رجلاً إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنِّي
لَأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ مِنْ أَجْلِ فُلاَنٍ، مِمَّا يُطِيلُ بِنَا
قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَضِبَ فِي مَوْعِظَةٍ قَطُّ
أَشَدَّ مِمَّا غَضِبَ يَوْمَئِذٍ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ مِنْكُمْ
مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ، فَلْيُوجِزْ فَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِ
الْكَبِيرَ، وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ»([1]).
*****
هذا الحديث فيه أن رجلاً جاء يشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن الإمام يطول عليهم، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم استنكارًا لهذا الفعل وفعل هذا الإمام، وقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ»، هذا عام لجميع الأئمة «إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ»؛ المنفرين: الذين يطولون على الناس هؤلاء ينفرون الناس من صلاة الجماعة، والمطلوب التأليف، وجمع الكلمة وعدم التنفير، فالتطويل الذي ينفر الناس هذا لا يجوز، التطويل الذي ينفر الناس عن صلاة الجماعة، أو يجعلهم يتكلمون ويلومون، هذا غير مرغوب فيه، يجب على الإمام يتجنب هذا، يتجنب إحراج المأمومين، يتوسط في صلاته، لا ينقرها نقرًا يخل بها، ولا يطيلها إطالة تشق على من خلفه، والجماعة ليسوا كلهم على حد سواء، ليسوا كلهم أقوياء، ولا كلهم يحبون التطويل؛ لأن فيهم الكبير الهرم، وفيهم الضعيف بالمرض، أو ضعف الحال، وفيهم الذي له حاجة يريد أن يذهب إليها،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7159)، ومسلم رقم (466).