ولو كان من أعلم
الناس، وأفضل الناس وأتقى الناس، فدل على مسؤولية الإمام، وأنه يرفق بالمأمومين،
ولا يشق عليهم، ويراعي أحوالهم، هذا المطلوب من الإمام، وأن التأليف مطلوب، وأن
التنفير منكر، ولا يجوز.
بقيت قضية صلاة القائم خلف القاعدة، هذه اختلفت الأحاديث فيها، فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما زاروه في بيته، أمرهم بالجلوس خلفه، وصلى بهم جالسًا، وهم جلوس، ثم في مرض موته صلى الله عليه وسلم، خرج إليهم وأبو بكر يصلي بالناس يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، الرسول لما مرض، استخلف أبا بكر الصديق رضي الله عنه، يصلي بالناس، ففي صلاة الفجر وجد في نفسه صلى الله عليه وسلم خفة ونشاطًا، فخرج إليهم، وهم يصلون خلف أبي بكر، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم، وجلس في موضع الإمام عن يسار أبي بكر، وأبو بكر عن يمينه، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا، وأبو بكر والناس صلوا قيامًا، ولم يأمرهم بالجلوس، فصلوا قيامًا، يكبر النبي صلى الله عليه وسلم، ويكبر أبو بكر بعده يبلغ الناس، صار أبو بكر مبلغًا، تحول من إمام إلى مأموم، وصار يكبر بتكبير الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لضعف صوت الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب المرض، فصار يبلغ من خلفه، صلى أبو بكر والناس قيامًا، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بهم جالسًا، يصلي أبو بكر بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ويصلي الناس بصلاة أبي بكر، فالحديث الأول فيه أنه أمرهم بالجلوس، وهذا الحديث فيه أنه أقرهم على القيام، ولم يأمرهم بالجلوس، فقد اختلف العلماء في هذين الحديثين: فبعضهم يقول: