×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ ثُمَّ يَقُولُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ حِينَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ ثُمَّ يَقُولُ: وَهُوَ قَائِمٌ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَسْجُدُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي صَلاَتِهِ كُلِّهَا حَتَّى يَقْضِيَهَا وَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنَ الثِّنْتَيْنِ بَعْدَ الْجُلُوسِ»([1]).

 

أنفة واستكبارًا - والعياذ بالله - عن عبادة الله، أما أهل الإيمان، فإنهم يسجدون لله؛ تعظيمًا له، وبيانًا لفقرهم وحاجتهم إلى ربهم، فلم يستكبروا عن السجود بين يدي الله؛ كما استكبر المشركون: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ.

هذا فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يكبر عند كل خفض ورفع في الصلاة، وهذه التكبيرات تسمى تكبيرات الانتقال؛ يعني: الانتقال من ركن إلى ركن، وهي واجبة من واجبات الصلاة، أما تكبيرة الإحرام، فهي ركن من أركان الصلاة، لا تنعقد الصلاة إلاَّ بها، أما بقية التكبيرات، فإنها واجبة عند جمهور أهل العلم، وليست ركنًا، وبعض العلماء يرى أنها مستحبة، ولكن الصحيح أنها واجبة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم داوم عليها؛ لأن لفظ: «كان رسول الله يفعل كذا» يدل على المداومة والاستمرار.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (789)، ومسلم رقم (392).