×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن البراء بن عازب رضي الله عنه: قال: «رَمَقْتُ الصَّلاَةَ مَعَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدْتُ قِيَامَهُ فَرَكْعَتَهُ، فَاعْتِدَالَهُ بَعْدَ رُكُوعِهِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ مَا بَيْنَ التَّسْلِيمِ وَالاِنْصِرَافِ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ»([1]).

وفي رواية البخاري: «مَا خَلاَ القِيَامَ وَالقُعُودَ قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ»([2]).

الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن عمران بن حصين رضي الله عنه شهد لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بأنه كان يؤدي الصلاة على الصفة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤديها عليها، هذا فيه حرص الصحابة على الاقتداء بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قوله صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»([3])، هذا خطاب لمالك بن الحويرث، وهو خطاب للأمة كلها، الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم يرونه ويقتدون به، والذين جاؤوا من بعده يعملون بالأحاديث الواردة من صفة صلاته صلى الله عليه وسلم، والصحابة رضي الله عنهم بلغوا صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى كأننا نشاهده، وهذا من تمام نعمة الله عز وجل من كمال هذا الدين، وأن الله حفظه، وأنه يبلغ آخر الأمة مثلما بلغ أولها؛ بسبب الأحاديث الصحيحة والأسانيد الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي هذا العمل بالسنة، هذا الحديث يدل على العمل بالسنة، وأنها وحي من الله عز وجل.

هذا الصحابي الجليل البراء بن عازب يذكر في هذا الحديث أنه رمق صلاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ يعني: تتبعها جزئية جزئية، وهذا حرصهم رضي الله عنهم


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (801)، ومسلم رقم (471).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (792).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (631)، ومسلم رقم (674).