×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «إِنِّي لاَ آلُو أَنْ أُصَلِّيَ بِكُمْ، كَمَا كَانَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا -قَالَ ثَابِتٌ: فَكَانَ أَنَسُ يَصْنَعُ شَيْئًا لاَ أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَهُ-، كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ انْتَصَبَ قَائِمًا، حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ قَدْ نَسِيَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ مَكَثَ، حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ قَدْ نَسِيَ»([1]).

بل تكون متناسبة، فإذا أطال القيام، أطال الركوع، والسجود، والاعتدال من الركوع، والاعتدال من السجود، وإذا خفف القيام، خفف، هذه الأركان متناسبة، التخفيف الذي لا يخل بالصلاة، هذه صفة صلاته صلى الله عليه وسلم متناسبة متقاربة في أركانها في الطول والتخفيف، أما أنه يطول القيام، ويخفف الركوع، أو يطول الركوع، ويخفف السجود، أو يطول سجدة، ويخفف السجدة الثانية، هذا خلاف السنة، بل يراعي أن تكون صلاته متقاربة، في أركانها متناسبة؛ كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، وهو القدوة صلى الله عليه وسلم، فلا نطيل ركعة، ونخفف الثانية تخفيفًا كثيرًا، نعم، تكون الثانية أخف من الأولى؛ كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، ولكن لا تكون خفيفة جدًا، بل تكون متناسبة مع الأولى.

هذا ثابت البناني يروي عن أنس بن مالك خادم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لازمه عشر سنين يخدمه صلى الله عليه وسلم، يروي عنه أنه قال: «إِنِّي لاَ آلُو»؛ يعني: لا أقصر «أَنْ أُصَلِّيَ بِكُمْ، كَمَا كَانَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا»، وذكر من ذلك أنه كان يطيل الاعتدال بعد الركوع قائمًا، ويطيل الجلسة بين السجدتين، هذا من سنته صلى الله عليه وسلم، ولا يسجد بعد الرفع من الركوع


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (821)، ومسلم رقم (472).