×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 مباشرة، لا. إذا سجد بعد الرفع من الركوع مباشرة، ترك ركنًا من أركان الصلاة، وهو الاعتدال، وإذا سجد بعد السجدة الأولى مباشرة، ترك ركنًا، وهو الجلسة بين السجدتين، فهذا فيه حرص الصحابة على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، وفيه تعليمهم للناس سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، يعلمون الناس سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، يصلون بهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، وينبهونهم على ذلك، يقولون لهم: هذه صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه أمانة تحملوها، وبلغوها للناس، فهذا فيه العمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وأن تؤدى كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤديها، وفيه تعليم السنة للناس، فمن علم شيئًا من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه يبينه للناس، ولا يقتصر على نفسه، وفيه تطويل الاعتدالين -الاعتدال بعد الركوع، والاعتدال بعد السجود-؛ لأن بعض الناس يفرط في هذين، فيسرع، إذا قام من الركوع، يسرع بالسجود، وإذا قام من السجدة، يسرع إلى السجدة الثانية، وهذا خلاف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، الاعتدال ركن في الموضعين من أركان الصلاة، ويقال فيه ذكر، يقول: ربنا ولك الحمد، ويأتي بما ورد ويقول بين السجدتين: رب أغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني، ويكرر الاستغفار «رب أغفر لي، رب اغفر لي، رب اغفر لي»؛ ثلاث مرات، هذا هو الأكمل، فهذا فيه الطمأنينة في الأركان، الطمأنينة في الاعتدال، والطمأنينة في الجلسة بين السجدتين، والطمأنينة في كل أركان الصلاة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ


الشرح