×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن عبد الله بن مالك بن بحينة رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ»([1]).

 

هذا الحديث عن عبد الله بن بحينة، هذا نسبة إلى أمه؛ مثل: عبد الله ابن أم مكتوم، فهناك أناس ينسبون إلى أمهاتهم، وفيهم من الصحابة، وهو عبد الله بن مالك بن القشب الأزدي رضي الله عنه، «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ»، هذا دليل على استحباب هذه الصفة، وأن الراكع والساجد لا يلصق عضديه بجنبيه، بل يفرج بينهما، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبالغ في ذلك حتى يرى بياض إبطيه؛ لأنه كان إمامًا، وليس بجانبه أحد، أما إذا كان بالصف بجانبك أحد، فإنك تفرج بقدر الإمكان، ولا تضايق من بجانبك؟ مثلما يفعل بعض الناس، يضايق من بجانبه، وإذا لم يتمكن من التجنيب، فلا بأس أن يلصق إذا كان الصف مزدحمًا، فيه زحمة شديدة، هذه سنة، ليست بواجبة، التفريج ليس بواجب؛ ولكنه سُنة، ومضايقتك لمن بجانبك هذا أقل أحواله أنه مكروه أو محرم، فالمهم أنك إذا تمكنت بدون مضايقة لأحد، كما لو كنت تصلي وحدك، أو تصلي إمامًا، وما بجانبك أحد، أو تصلي بالصف، والصف ليس فيه ضغط ولا زحمة، فإنك تفرج، حتى يكون لأعضائك حظ من العبادة، ولا تعتمد ببعض أعضائك على بعض، فيكون كل عضو يأخذ حظه من الركوع والسجود، هذا هو المستحب.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (390)، ومسلم رقم (495).