وبطنها إلى أعلى،
ويجلس عليها، وينصب اليمنى، وهذا ما يسمى بالافتراش، وأما التورك، فهو في الجلسة
الأخيرة، في التشهد الأخير.
«وَكَانَ يَنْهَى
عَنْ عُقْبَةِ الشَّيْطَانِ»، وهي جلسة الإقعاء في الصلاة؛ بأن يقعد على الأرض، يجعل
مقعدته على الأرض، ويرفع ساقيه إلى أعلى، ويعتمد على يديه على الأرض، هذه صفة
لعقبة الشيطان، والصفة الثانية: أنه يفرش رجليه، ويجعل ظهورهما إلى الأرض، ويجلس
على بطون قدميه، هذه أيضًا منهي عنها، هذه عقبة الشيطان، وبكلا الصفتين فسر أهل
العلم عقبة الشيطان في هذين التفسيرين، أما أنه يفرش أصابع رجليه، ويرفع عقبيه،
ويجلس عليهما، فهذه سنة، يفعلها بعض الأحيان؛ كما في صحيح مسلم([1])، هذه سنة، وليست هي
عقبة الشيطان، وإن كان الغالب، وما قالت عائشة: «كَانَ يَفْرِشُ رِجْلَهُ
الْيُسْرَى وَيَنْصِبُ رِجْلَهُ الْيُمْنَى»، لكن لو أنه بعض الأحيان فرش
أصابع رجليه على الأرض، ورفع عقبيه، وجلس عليهما، فهذا من السنة، لكن لا يداوم
عليه.
«وَيَنْهَى أَنْ يَفْتَرِشَ الرَّجُلُ ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ السَّبُعِ»، ومما ينهي عنه في الصلاة افتراش الذراعين على الأرض؛ كافتراش الكلب: ﴿وَكَلۡبُهُم بَٰسِطٞ ذِرَاعَيۡهِ بِٱلۡوَصِيدِۚ﴾ [الكهف: 18]، الكلب يفرش ذراعيه، فنحن نهينا عن التشبيه بالحيوانات في الصلاة، نهينا عن بروك كبروك البعير، ونهينا عن نقر كنقر الغراب، ونهينا عن التفات كالتفات الثعلب، ونهينا عن افتراش
([1]) أخرجه: مسلم رقم (536).