×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ عَلَى الجَبْهَةِ - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى أَنْفِهِ-، وَاليَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ»([1]).

 

أهل العلم، وهو صحيح؛ لأن الدليل عليه صحيح من السنة، فهذه أربعة مواضع يرفع يديه مع التكبير فيها، ويكون رفع يديه إلى حذو منكبيه أو إلى أذنيه، ويكون رفعه مع التكبير، إذا شرع في التكبير يرفع يديه، وينهيه مع نهاية التكبير، فهذا من آداب الصلاة، ومن السنن الفعلية في الصلاة، وأما رفع اليدين عند السجود، فهذا ليس من السنة؛ كما في هذا الحديث: «وَكَانَ لاَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ».

هذا فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أُمِرْتُ»: أمرني ربي، والأمر يفيد الوجوب، فدل على وجوب السجود على هذه الأعضاء:

الأول: الجبهة «أَشَارَ بِيَدِهِ إِلى أَنْفِهِ»؛ أي: أن الأنف تابع للجبهة، فلا يرفع أنفه وهو ساجد، وإنما يضعه على الأرض، تبعًا للجبهة، هذا عضو.

الثاني: اليدان بأن يضع بطون كفيه على الأرض ممدودة أصابعها إلى القبلة ومضمومة، ويرفع ذراعيه - كما سبق -، ولا يبسطها على الأرض كالكلب.

الثالث: الركبتان.

الرابع: أطراف القدمين.

هذه سبعة أعضاء الجبهة مع الأنف هذا واحد، اليدان هذه ثلاثة، الركبتان هذه خمسة، أطراف القدمين هذه سبعة أعضاء، فلو أنه سجد،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (812)، ومسلم رقم (490).