×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

قصورًا في عبادته، فإنك تنبه على ذلك، ولا تسكت، ولا تقل: ما علي منه، ذنبه على جنبه؛ كما يقولون لا، وما يجوز هذا أنك ترى واحدًا من إخوانك على خلل في دينه، ولا تعلمه، لكن لا تعلمه بطريقة منفردة، أو تقول له: أنت ما تحسن، أنت جاهل، أو ما أشبه لذلك من الألفاظ النابية، بل بلطف، النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»، وما قال له: أنت ما تحسن، أنت جاهل، أنت كذا، أنت كذا.

«ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» كلمة طيبة، ثم عاد، وصلى، ثم جاء، وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليه السلام، هذا فيه مشروعية رد السلام، ولو تكرر، ثم قال له: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»، فعاد الرجل، وصلى، ثم جاء، وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم للمرة الثالثة، فقال له: «وعليك السلام، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» عند ذلك توقف الرجل وقال: «وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، لاَ أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي»، الرجل احتاج إلى التعلم، واعترف بالجهل، وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ»، هذا فيه وجوب تكبيرة الإحرام، وهي ركن من أركان الصلاة، فلو دخل في الصلاة من غير تكبير، لم تنعقد، ولو أتى بلفظ غير التكبير؛ كأن يقول: لا إله إلاَّ الله، أو أستغفر الله، أو سبحان الله، لم يكف هذا، بل لابد أن يأتي بالتكبير، فيقول: الله أكبر.

«إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ»؛ أي: قل: الله أكبر، هذه تكبيرة الإحرام.


الشرح