×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

يعتدل، ترك ركنًا من أركان الصلاة؛ فلا تصح صلاته، ولابد من الطمأنينة في الاعتدال، كان النبي صلى الله عليه وسلم يمد في الاعتدال، حتى يقال: إنه قد نسي، ويطيل صلى الله عليه وسلم.

«ثُمَّ اسْجُدْ»؛ يعني: على الأرض «حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا»؛ كما هو في الركوع، بأن يسجد على الأعضاء السبعة؛ الجبهة مع الأنف، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين، كلها يضعها على الأرض؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ عَلَى الجَبْهَةِ، - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلى أَنْفِهِ - وَاليَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ»([1])، ويطمئن في السجود، وليس مثل الذي إذا وصل الأرض، ارتفع، لا يبقى ساجدًا، ويقول: سبحان ربي الأعلى، ويكرر، ويدعو.

«ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا»؛ يعني: بين السجدتين، والاعتدال بين السجدتين ركن من أركان الصلاة، ويطمئن فيه، فلا يرفع، ثم يسجد مباشرة؛ ترك ركنًا؛ إذا رفع من السجود، ثم سجد الثانية مباشرة، ولم يعتدل جالسًا، فإنه لا تصح صلاته؛ لأنه ترك ركنًا، بل ترك ركنين؛ ركن الاعتدال، وركن الطمأنينة بين السجدتين، ثم قال له صلى الله عليه وسلم: «وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا»، يعني: في بقية الصلاة، الركعة الثانية مثل الأولى، والثالثة، والرابعة، كله على هذا النمط، فدل هذا الحديث على وجوب الطمأنينة في الصلاة، وأن نقر الصلاة يبطلها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»، فدل على


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (812)، ومسلم رقم (490).