أن نقر الصلاة
يبطلها، ولا تصح، فلابد من الطمأنينة في جميع الأركان؛ كما وصى بذلك النبي صلى
الله عليه وسلم، وهذا تعليم لهذا الرجل ولغيره من الأمة إلى أن تقوم الساعة.
قالوا: وهذا الحديث اقتصر فيه النبي صلى الله عليه وسلم على الواجبات في الصلاة، وهناك أشياء مستحبة ومشروعة، لكنها مكملات، وما يأتي في الأحاديث الأخرى من صفات للصلاة، فإنها زيادات مكملة، وهذا الحديث فيه بيان الصلاة المجزئة، فالعلماء اعتمدوا هذا الحديث على أنه بيان للصلاة المجزئة الصحيحة، وأن ما زاد على ما ذكر فيه، فهو من المكملات، وقد يكون التكميل واجبًا، وقد يكون مستحبًا، وفيه حسن خلقه صلى الله عليه وسلم، وتعليمه للناس، وأنه يعلمهم بالحكمة والرفق، وفيه مشروعية السلام، ورد السلام، وفيه تكرار السلام إذا حصل فاصل بين السلامين؛ من صلاة أو افترق، أو غير ذلك، يكرر السلام؛ كما كرره هذا الرجل، وكرر النبي صلى الله عليه وسلم الرد عليه، وكلما كثر السلام، فهو أفضل؛ لأن هذا من إفشاء السلام، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ»([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلاَمَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأَْرْحَامَ وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ»([2])، فجعل من أسباب دخول الجنة إفشاء السلام، فالسلام له تأثير عجيب بين المسلمين، وتركه يسبب نفرة؛ لأنه لو لقيك واحد،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (54).