×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

المفصل، وأوساطه من «عم» إلى «الضحى»، هذا أوساط المفصل، وفي بعض الأحيان يقرأ في المغرب من الطوال، ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قرأ الطور؛ كما في حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه هذا الذي معنا، قرأ في المغرب بالطور، وقرأ مرة بالمرسلات، وقرأ مرة بسورة «المص» كاملة، لكن هذا في بعض الأحيان، وليس دائمًا، الغالب أنه في المغرب يقرأ بقصار المفصل، وأحيانًا قد يقرأ بسور طوال في المغرب، لكن ليس هذا هو الصفة الدائمة منه صلى الله عليه وسلم، قرأ بالطور في المغرب، وقرأ بالمرسلات، وقرأ بالأعراف، لكن هذه أحوال غير كثيرة، فإذا فعل الإمام ذلك بعض الأحيان لا بأس، ولم يشق على المأمومين، والقراءات تختلف، من الناس من لو قرأ القرآن كله، ما تمل من قراءته لسهولتها ولذتها وإتقانها، ومنهم من لو قرأ سورة الإخلاص، صارت أطول من البقرة؛ لأنه ما يحسن القراءة، ويمطط، ويخرج القراءة عن أصولها؛ بالتمطيط، ورفع الصوت، إلى آخره، فالقراءة تختلف، القراءات تختلف، وعلى الإمام ألاَّ ينفر الناس - كما يأتي في قصة معاذ - بل يراعي أحوالهم، ويتألفهم، ولا يشق عليهم، هذا هو الذي ينبغي للإمام.

ولكن الآن - ونقولها بمرارة - كثير من الأئمة هجروا المفصل، فصاروا لا يقرؤون منه أبدًا في جميع الصلوات، وإنما يقرؤون من أول القرآن، أو أوسط القرآن، ويشقون على الناس، مع أن المفصل آياته خفيفة؛ يعني: قصيرة الفواصل، وفيها التوحيد والعقيدة؛ لأنها نزلت في


الشرح