عن البراء بن عازب رضي الله عنه: «أَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ فَصَلَّى الْعِشَاءَ الآْخِرَةَ
فَقَرَأَ فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ بِـالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ فَمَا سَمِعْتُ
أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا أَوْ قِرَاءَةً مِنْهُ»([1]).
مكة، لأن المفصل نزل في مكة، والذي نزل في مكة
أي: السور المكية تعتني بالعقيدة والنهي عن الشرك والأمر بالتوحيد، ولكن كثيرً من
الأئمة اليوم - خصوصًا حدثاء الأسنان - تجنبوا القراءة من المفصل أبدًا، لماذا؟ مع
أن الأولى يقرؤون بالمفصل، وهؤلاء يريدون أن يخالفوا الأولين، هذه مصيبة؛ أنهم
يتجنبون القرآن من أجل مخالفة الأولين، وما يصلح الكلام هذا، الإنسان يعمل بالسنة،
ولا يحمله أنه يحتقر الأولين أو العلماء على أنه يخالفهم هذا شر، هذا يدل على شر،
وينفر من العلماء ومن أعمالهم، بل ينفر من السنة لأجل بغضه العلماء، ولأجل بغضه
الأولين، لا حول ولا قوة إلاَّ بالله! هذه ليست بعلامة خير، فنحن ننبه على هذا؛
أنه ما ينبغي هذا العمل، هجر المفصل وأنه ما يقرأ منه في الصلاة
هذا فيه أنه في السفر يخفف القراءة صلى الله عليه وسلم، يقرأ بالتين والزيتون في السفر، وفي حديث آخر قرأ بسورة الزلزلة، فكان في السفر يخفف القراءة؛ لأن السفر يحتاج إلى التخفيف، لذلك تقصر فيه الصلاة تخفيفًا عن المسافر، فهذا الحديث فيه أن الصلاة في السفر تختصر فيها القراءة، ولا تطول؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بالتين والزيتون وفيه تحسين الصوت بالتلاوة؛ «فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا أَوْ قِرَاءَةً مِنْهُ»، ففيه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (769)، ومسلم رقم (464).