×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 أن تحسين الصوت بالقراءة مطلوب، وحسن الأداء مطلوب؛ لأن هذا يشوق إلى القرآن، ويلذذ السامعين بالقرآن، فيحسن القارئ صوته، وليس المراد بتحسين الصوت التمطيط، والتكلف في القراءة؛ حتى ينفر المأمومين، ما هذا هو المطلوب، المطلوب تحسين الصوت بأن يكون الأداء حسنًا وبصوت حسن، قال صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ»([1])؛ يعني يحسن صوته بالقرآن؛ «مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ»([2])، فتحسين الصوت بالقرآن أمر مطلوب، وليس المراد التكلف الزائد وتكرار الآيات، بعضهم يمد لما ينقطع نفسه، ولا يكملها، فيشق على المأمومين، ويشق على نفسه، بل على الإمام أن يقرأ قراءة معتدلة، لا يقرأ بسرعة، ولا تمطيط إنما تكون قراءة معتدلة متوسطة، كان صلى الله عليه وسلم يقرأ قراءة مفسرة، يقف على رؤوس الآيات، ويمد لكن المد الذي لا يصل إلى حد المبالغة، يمد ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ [الفاتحة: 3]، لكن وما يصل إلى حد المبالغة؛ كما يفعل بعض الإخوان هو - إن شاء الله - عن اجتهاد، يريدون الخير، لكن ينبغي عليهم أن يتفطنون إلى هذا الأمر.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7527).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (7544)، ومسلم رقم (792).