الأحدية والصمدية، ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ
ٱلصَّمَدُ﴾ [الإخلاص: 1- 2] صفات كمال، وهي خالصة في
التوحيد، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُثَ
القُرْآنِ»([1])؛ لأن القرآن على
ثلاثة أقسام: إما توحيد، وإما أحكام، وإما أخبار؛ أخبار عن الله، وعن الرسل، وعن
الأمم، وعما يأتي في المستقبل، القرآن ثلاثة أقسام: إما أحكام شرعية؛ الحلال
والحرام، وإما توحيد والنهي عن الشرك، وإما أخبار عن الماضي وعن المستقبل، وتفصيل
ذلك أن وعن الله، وعن أمور الغيب، يخبر الله جل وعلا فيها عن أمور الغيب، فسورة
الإخلاص أخذت القسم الثالث، وهو التوحيد، فصارت تعدل ثلث القرآن في فضلها، وقد كتب
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مؤلفًا كبيرًا اسمه: «جواب أهل العلم والإيمان أن
سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن»، فبين فيه رحمه الله فضائل هذه السورة؛ لماذا عدلت
ثلث القرآن، فهذا الرجل كان يحبها ويكررها، فهذا فيه دليل على مسائل:
المسألة الأولى: قالوا: فيه جواز
الجمع بين السورتين في ركعة واحدة بعد الفاتحة، أي: يجوز أن تقرأ بعد الفاتحة
بسورتين؛ مثلما فعل هذا الرجل، هذه واحدة.
الثانية: فيه دليل على فضل سورة الإخلاص، وأن هذا الرجل لما أحبها أحبه الله، وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم: «حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الجَنَّةَ»([2])،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5013).