عن جابر بن عبد الله: «أَنَّ
مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
الْعِشَاءَ الآْخِرَةَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى قَوْمِهِ، فَيُصَلِّي بِهِمْ تِلْكَ
الصَّلاَةَ»([1]).
هذا الحديث فيه: أن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء، ثم يخرج يصلي بقومه تلك الصلاة، معاذ رضي الله عنه فعل هذا من أجل رغبته في الصلاة خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يتحمل المشقة من أجل ذلك، فهذا فيه فضل الصلاة خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وحرص الصحابة رضي الله عنهم على الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا شيء معلوم، لكن المقصود من إيراد الحديث قوله: «فيصلي بهم تلك الصلاة»، فيكرر الصلاة مرتين، ففي ذلك دليل على صحة صلاة المفترض خلف المتنفل؛ لأن الصلاة الأولى هي الفريضة، التي صلاها مع النبي صلى الله عليه وسلم، والصلاة الثانية نافلة في حقه، ولمن يصلون خلفه فريضة، فدل على صحة صلاة المفترض خلف المتنفل والعكس كذلك؛ صحة صلاة المتنفل خلف المفترض، ذلك من أجل التوسعة في طلب الخير، وكثرة العمل. الشاهد من الحديث: صحة صلاة المفترض خلف المتنفل؛ لأن معاذًا رضي الله عنه فعل هذا، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، فدل على جوازه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1208)، ومسلم رقم (620).