×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عنا أمور الآخرة، فإذا صرتم إلى القبر، عرفتم، أما أنتم في عالم، وهم في عالم، وتقولون ما تقولون، وما هم في عالمكم، هم في عالم آخر، لا تدرون عنه شيء، وأمور الآخرة وأمور الغيب لا تتدخل العقول فيها، يسلم بما جاء فيها، ولا نتدخل بعقولنا فيها أبدًا، شيء ما تدركه العقول، وأيضًا هم ليسوا في الدنيا، إنما هم في عالم الآخرة، في عالم غير عالمنا، فنحن نتوقف عن تحكيم العقول في أمور الآخرة، وهي إنما تبنى على الدليل، وما جاء في الكتاب والسنة نؤمن بذلك، ونسلم له، والله على كل شيء قدير، يقدر أن يوصل العذاب إلى هذا الميت، وأنت ما تدري، أو النعيم إلى تلك، وأنت ما تدري، فسبب ضلالهم أنهم يحكمون العقول، ولا يتبعون النصوص، وهذا من آفات عدم تحكيم الكتاب والسنة، والاعتماد على العقول هذا الذي سبب ضلالهم، والذي ينكر عذاب القبر كافر؛ لأن النصوص تواترت به، والذي ينكر شيئًا متواترًا، فهو كافر، فإذا كان يعلم هذا، فهو كافر، أما إذا كان مقلدًا لغيره وجاهلاً، هذا يكون ضالاً، يحكم عليه بالضلال، ولا يحكم عليه بالكفر؛ نظرًا لتقليده وجهله في هذا الأمر، لكن الأمر خطير جدًا، وأمور الآخرة لا يجوز لنا أن نتدخل فيها؛ مبناها على التسليم والانقياد فقط.

«وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ»، الفتنة هي الاختبار والابتلاء، والمحيا هو العمر، حياة الدنيا، وما دمت على قيد الحياة، فأنت معرض للفتن والضلال والانحراف، خصوصًا كلما تأخر الزمان، تشتد الفتن 


الشرح