والانحراف، يصبح
الرجل مؤمنًا، ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا، ويصبح كافرًا، فالفتن شديدة في آخر
الزمان، والإنسان لو كان على قيد الحياة، فلا يأمن من الفتنة والانحراف والضلال،
كم رأينا من مستقيم مطيع انحرف، وضل - والعياذ بالله - بسبب الفتن ودعاة الضلال!
المسلم يسأل الله الثبات على الدين والسلامة من فتنة المحيا؛ يعني: فتنة الحياة
والممات قيل: معناه ما يعرض للإنسان عند موته من سوء الخاتمة. فإن الإنسان
قد يختم له بخاتمة سيئة - والعياذ بالله -، فيموت على الشقاء، والأعمال بالخواتيم،
يختم عند موته، فيرتد عن دينه، ويختم له بخاتمة أهل النار، يعمل بعمل أهل النار،
فيدخلها؛ كما في الحديث، فعند الموت يحصل فتن عظيمة عند المحتضر، وقيل: المراد
بفتنة الممات هي فتنة القبر من سؤال منكر ونكير، وما يعقب ذلك من عذاب النار في
القبر الذي سمعتم طرفًا منه.
«وَمِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ»، الدجال من الدجل وهو الكذب، والدجال هو المبالغ في الدجل أي: في الكذب، سمي دجالاً لكثرة الكذب، وهو رجل يخرج في آخر الزمان، خروجه من علامات الساعة، يخرج من اليهود، ويتبعه اليهود، وهو أعور، ومعه فتنة عظيمة، ومعه جنة ونار، ومعه فتن عظيمة تضل كثيرًا من الناس، ولا يثبت إلاَّ أهل الإيمان، وخروجه من علامات الساعة، وإذا خرج حصل بسببه فتنة عظيمة، ثم ينزل المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، فيقتله، ويخلص الناس من شره، ويدعي الألوهية، يدعي أنه هو الله؛ لأن عنده