عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها
قَالَتْ: «مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مِنْ
أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَأَوْسَطِهِ، وَآخِرِهِ، وَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى
السَّحَرِ»([1]).
وإما ثلاث عشرة،
وكونه يسلم من كل ركعتين أفضل، ويوتر بواحدة، هذا أفضل؛ لأنه أكثر في العمل؛ ولأن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صَلاَةِ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى»، هذا
أفضل من سردها بسلام واحد.
«وَإِنَّهُ كَانَ
يَقُولُ: «اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا»»، يختم بالوتر، ما
يوتر في أول صلاة الليل، ولا في وسطها، وإنما يوتر في آخرها، يجعل الوتر في آخرها.
هذا يدل على أن الوتر محله كل الليل، من صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، في أي ساعة أوتر، فقد أدى الوتر في وقته، ولكن الأفضل لمن يثق من قيامه في آخر الليل أن يؤخر الوتر، وأن يقوم في آخر الليل، ويصلي ما تيسر له، ثم يختم صلاته بالوتر، هذا هو الأفضل، وإن خشي ألاَّ يقوم من آخر الليل، فإنه يوتر من أول الليل؛ محافظة على الوتر، يوتر من أول الليل، ثم إن قدر أن يقوم آخر الليل، يصلي ما تيسر، ويكتفي بالوتر الأول، ولا يكرر الوتر، يكتفي بالوتر الأول، ويصلي من آخر الليل ما تيسر له زيادة خير، الحاصل: أنه إن كان ما يثق من قيامه، فإنه يتأكد عليه أن يوتر أول الليل، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا هريرة أن يوتر قبل أن ينام؛ لأن أبا هريرة رضي الله عنه يسهر على حفظ الحديث، ويغلبه النوم في آخر الليل، فلا يستطيع أن يقوم للوتر، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يوتر قبل أن ينام؛ محافظة على الوتر.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (996)، ومسلم رقم (745).