عن سمي مولى أبي بكر بن عبد
الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ
فُقَرَاءَ المُسْلِمِينَ أَتَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا:
يَا رَسُولَ الله ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلَى، وَالنَّعِيمِ
الْمُقِيمِ، قَالَ: «وَمَا ذَاكَ؟» قَالُوا: يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي،
وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلاَ نَتَصَدَّقُ، وَيُعْتِقُونَ
وَلاَ نُعْتِقُ، فَقَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَفَلاَ
أُعَلِّمُكُمْ شَيْئًا تُدْرِكُونَ بِهِ مَنْ سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ
بَعْدَكُمْ؟ وَلاَ يَكُونُ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إلاَّ مَنْ صَنَعَ مَا
صَنَعْتُمْ» قَالُوا: بَلَى، يَا رَسُولُ اللهِ قَالَ: «تُسَبِّحُونَ،
وَتُكَبِّرُونَ، وَتَحْمَدُونَ، دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ
مَرَّةً».
قَالَ أَبُو صَالِحٍ: فَرَجَعَ
فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالُوا: سَمِعَ إِخْوَانُنَا أَهْلُ الأَْمْوَالِ
بِمَا فَعَلْنَا، فَفَعَلُوا مِثْلَهُ، فَقَالَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ».
قال سميٌّ: فَحَدَّثْتُ بَعْضَ
أَهْلِي هَذَا الْحَدِيثَ، فَقَالَ: وَهِمْتَ، إِنَّمَا قَالَ: «تُسَبِّحُ اللهَ
ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَتَحْمَدُ اللهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَتُكَبِّرُ
اللهَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ» فَرَجَعْتُ إِلَى أَبِي صَالِحٍ فَقُلْتُ لَهُ
ذَلِكَ، فَقَالَ: قُلْ: اللهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، حَتَّى
تَبْلُغَ مِنْ جَمِيعِهِنَّ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ([1]).
أول هذا الحديث فيه تنافس الصحابة رضي الله عنهم في الأعمال الصالحة، وآخره بيان الذكر الذي يقال بعد الصلاة المفروضة، وهو
([1]) أخرجه: البخاري رقم (843)، ومسلم رقم (595).