×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦٓۚ أَيُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ يَدُسُّهُۥ فِي ٱلتُّرَابِۗ أَلَا سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ [النحل: 58- 59]، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُئِلَتۡ [التكوير: 8]؛ يعني: سأل عنها رب العالمين يوم القيامة، سأل الوائدين: لماذا وأدتم البنات؟ ﴿وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُئِلَتۡ ٨ بِأَيِّ ذَنۢبٖ قُتِلَتۡ [التكوير: 8- 9]، هؤلاء يوم القيامة يسألهم الله: لماذا فعلوا ببناتهم هذه الفعلة الشنيعة؟ وكانوا يقولون: خشية العار، هذا الذي حملهم على ذلك، وكانوا يقتلون أولادهم خشية الفقر: ﴿وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُمۡ خَشۡيَةَ إِمۡلَٰقٖۖ [الإسراء: 31]، أو ﴿وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَوۡلَٰدَكُم مِّنۡ إِمۡلَٰقٖ [الأنعام: 151]؛ يعني: فقر، ومنهم من يقتل أولاده عبادةً للأصنام: ﴿وَكَذَٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٖ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ قَتۡلَ أَوۡلَٰدِهِمۡ شُرَكَآؤُهُمۡ [الأنعام: 137]، يقتلون أولادهم تعظيمًا للأصنام، وعبادة للأصنام، ﴿لِيُرۡدُوهُمۡ وَلِيَلۡبِسُواْ عَلَيۡهِمۡ دِينَهُمۡۖ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ [الأنعام: 137]، ﴿قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ قَتَلُوٓاْ أَوۡلَٰدَهُمۡ سَفَهَۢا بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُ ٱفۡتِرَآءً عَلَى ٱللَّهِۚ قَدۡ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ [الأنعام: 140]، هذا في الجاهلية، من أفعالهم أنهم كانوا يئدون البنات، نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، نهى عن وأد البنات؛ لأن البنت نفس معصومة، لها حق الحياة، فلا يجوز الاعتداء عليها بالقتل، هذا من قتل النفس عمدًا بغير حق، بل قتل القريب أشد من قتل غير القريب.


الشرح