فاللغو هو الذي لا
خير فيه، الشيء اللاغي الذي لا خير فيه، أو لا فائدة منه. فهذا دليل على تحريم
الكلام حال الخطبة، حتى ولو كان أمرا بالمعروف؛ لأن قوله: «أنصت» هذا أمر
بالمعروف، فمن تكلم به، فإنه قد لغا؛ يعني: ليس له ثواب في حضوره، يبطل ثوابه، مع
أنه تكلف الحضور، فكيف بالذي يتكلم بغير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟! كيف
بالذي يضحك؟! كيف بالذي يهمس إلى من بجانبه؟! يتلفت مثلما يحصل من بعض الناس؟! وكل
هذه أمور يجب على المسلم أن يفطن لها؛ حتى لا يضيع عمله وثوابه بسبب كلمة يقولها.
وفي الحديث الآخر: «مَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا»([1])، و «مَنْ لَغَا فَلاَ جُمُعَةَ لَهُ»([2])، وفي الحديث الآخر: «الَّذِي يَتَكَلَّمُ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا»([3])، الحمار يحمل الكتب الثقيلة، ولا يستفيد منها، كذلك هذا، تكلف وحضر، وأضاع أجره بسبب العبث ومس الأرض وتخطيط الأرض والتراب، ففي حال الخطبة الإنسان ينصت، ويقطع الحركات، ويقطع الكلام، ويتهيأ لسماع الخطبة، هذه الخطبة مهمة جدًّا، مما يؤكد على الخطيب وعلى الحضور الاهتمام، الخطيب يهتم بإعدادها وإلقائها، والحضور يهتمون بالاستماع والاستفادة منها، إلاَّ ما استثني من أنه يجوز لأحد الحاضرين إذا أشكل
([1]) أخرجه: مسلم رقم (857).