مؤثرًا في الحضور،
هذا من جانب الخطيب، أما من جانب الحضور فيجب عليهم الإنصات، والإقبال، والاستماع،
والاستفادة، أما من لم يهتم بها، فهذه صفة المنافقين، الذين لا يهتمون بخطبة
الجمعة وإن حضروا، ولهذا ذكر الله عنهم في قوله تعالى: ﴿وَمِنۡهُم
مَّن يَسۡتَمِعُ إِلَيۡكَ حَتَّىٰٓ إِذَا خَرَجُواْ مِنۡ عِندِكَ قَالُواْ
لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مَاذَا قَالَ ءَانِفًاۚ﴾ [محمد: 16]، يسألون بعدما
يخرجون: ما الذي قاله الرسول؟ وهم حاضرون وسامعون؛ لأنهم لم يقبلوا على الخطبة،
ولم يلقوا لها بالاً، فهذه صفة المنافقين، كانوا يسألون عبد الله بن مسعود رضي
الله عنه لما خرجوا: ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ كأنهم لم يحضروا.
فالواجب الاهتمام بخطبة الجمعة. ومع الأسف الآن يتأخرون عن حضور الخطبة، ومنهم من
تفوته الخطبة كلها، ولا يحضر إلاَّ عند الإقامة، أو لا يحضر إلاَّ في آخر الصلاة،
ولا يهتم بحضور الخطبة، كثير من الناس الآن لا يهتمون بحضور الخطبة، يتأخرون، ولا
يحضرون إلاَّ عند الإقامة، أو بعدما يفوت أول الصلاة، وهذا حرمان عظيم.
وهذا الحديث فيه: أن المسلمين حال الخطبة ينصتون، ولا يتكلمون، حتى بالأمر بالمعروف، إذا رأيت مخالفة وقعت في المسجد، فلا تنه عنها وقت الخطبة، فالذي يقول لصاحبه: «أنصت». هذا أمر بالمعروف، «أنصت» يعني: للخطبة، إذا رأى إنسانا يتكلم أو يهمس، فقال له: «أنصت»، فقد لغا، واللغو معناه: الكلام الذي لا فائدة منه، وقد يطلق على الكلام المحرم: ﴿وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ﴾ [القصص: 55]، ﴿وَإِذَا مَرُّواْ بِٱللَّغۡوِ مَرُّواْ كِرَامٗا﴾ [الفرقان: 72]،