×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالإِْمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ»([1]).

 

في هذا الحديث أنه يجب الإنصات في خطبة الجمعة، واستماعها، وعدم الالتفات لما يشغل عنها؛ لأنها ذكر لله سبحانه وتعالى، وقد قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ [الجمعة: 9]، وذكر الله هو الخطبة؛ لأن خطبة الجمعة مهمة جدًّا، فيجب الإنصات إليها، والاستماع لها، والإقبال على الخطيب وعدم الانشغال، لا بقول، ولا بفعل، فإذا لم ينصت للجمعة، فإنه قد فوت على نفسه خيرًا كثيرًا، وارتكب محرمًا، إذا لم ينصت، فقد ارتكب النهي، وفعل محرمًا، وحرم الفائدة والخير، هذا مما يؤكد على الحضور لصلاة الجمعة أن يهتموا بسماع الخطبة واستيعابها، ويؤكد على الخطيب أن يعد للخطبة إعدادًا جيدًا يستفيد منه الحاضرون، وليست الخطبة مجرد كلام أو سد فراغ، وإنما الخطبة للجمعة، مهمة جدًّا، فيجب الاهتمام بها على الخطيب، والاهتمام على الحضور، قد كان صلى الله عليه وسلم يهتم بإلقاء خطبة الجمعة، كَانَ صلى الله عليه وسلم إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلاَ صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: «صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ»([2])، تكون الخطبة مؤثرة، ولا تكون كلامًا عاديًّا أو إنشاء، بل يكون لها إعداد سابق واهتمام من الخطيب، وأن يكون إلقاؤه لها إلقاءً


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (934)، ومسلم رقم (851).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (867).