×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

المسألة الثانية: فضل التبكير لصلاة الجمعة، بعض الناس ما يذهب إلاَّ عندما يسمع الأذان الأخير، أو ما يذهب إلاَّ بعدما تنتهي الخطبة - كما سبق - وهذا حرمان عظيم، فينبغي للمسلم أن يبكر.

المسألة الثالثة: في الحديث أن أجر المصلين يتفاوت بحسب سبقهم وتقدمهم إلى صلاة الجمعة.

«ثُمَّ رَاحَ»، راح معناه: ذهب، «ثُمَّ رَاحَ»؛ يعني: ثم ذهب، وليس راح في الرواح، وهو في المساء، وإنما المراد: «ثُمَّ رَاحَ» يعني ذهب.

«رَاحَ فِي السَّاعَةِ الأُْولَى»، الساعة الأولى تبدأ من طلوع الشمس، بعض العلماء يقول: تبدأ من طلوع الفجر؛ يعني: يذهب بعد صلاة الفجر، وبعضهم يقول: تبدأ الساعة الأولى من بعد طلوع الشمس، على كل حال هذا فيه الحث على التبكير للجمعة.

«فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً»، البدنة: البعير؛ يعني: كأنما ذبح بعيرا، تقرب به إلى الله؛ لأن الذبح على وجه التقرب إلى الله عبادة عظيمة، قال تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ [الكوثر: 2]، قال تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الأنعام: 162]، والنسك معناه: الذبح، فالذبح لله على وجه التقرب عبادة عظيمة، ولهذا من ذبح لغير الله - من القبور، أو الجن، أو الشياطين -؛ اتقاء لشرهم، أو رجاء لبركتهم، فقد أشرك الشرك الأكبر المخرج من الملة؛ لأن الذبح نوع من أنواع العبادة، وفي الصحيح: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ»([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1978).