×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

فالذي يبكر كأنما تقرب إلى الله بذبح بدنة؛ لأن البدنة أوفر لحما وأكثر فائدة ونفعا للفقراء، فله أجر من ذبح بدنة تقربا إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا فضل عظيم.

«وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً»، البقرة أقل من البعير.

«وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ»، أقل من البقرة.

«وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً»، والدجاجة أقل وأقل.

«وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً»؛ بيضة الدجاجة، فقارن بين البيضة وبين البدنة، تجد الفرق عظيمًا، والمراد بالساعات هنا: الأجزاء من الزمان، وليس الستين دقيقة، لا، المراد بالساعة هنا الأجزاء الزمانية، فمن بكر، كمن ذبح بدنة، ومن ذهب بعده، وبعده، وبعده، إلى أن يتنازل إلى البيضة، ثم إذا دخل الإمام للخطبة، فإنها تطوى الصحف، وينتهي أجر السبق، وتنصت الملائكة للذكر، فهذا الحديث فيه فضل التبكير لصلاة الجمعة، الذي تساهل فيه كثير من الناس اليوم، وهذا من الحرمان والزهد في الخير، والانشغال بالدنيا والكسل، وأمور كثيرة أشغلت الناس، وعدم الرغبة في الخير، لو قال لشخص: إذا بكرت مع أول الناس، تعطى ألف ريال، ولو جئت آخر الناس، تعطي ريالاً واحدًا، كيف ترى الناس؟ تراهم يتسابقون، وربما يحصل بينهم مزاحمات ومشاجرات، كل يريد المبلغ الكثير، أما الأجر، فقليل من الناس من يهتم به. فهذا فيه فضل التبكير لحضور صلاة الجمعة، وأنه إذا ذهب إليها في أول النهار، فهو أفضل وأكثر


الشرح