×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

 أجرًا، وكان المسلمون إلى عهد قريب يتسابقون للحضور لصلاة الجمعة، من بعد الفجر وهم يتسابقون للصف الأول، ويجلسون طلبًا للأجر في هذا اليوم، ولذلك جعل الله يوم الجمعة يوم عيد، عيد الأسبوع؛ من أجل أن يتفرغ الناس من أعمالهم الدنيوية، وينشغلوا بالجمعة والتهيؤ لها والتبكير لها، والأعمال تعطل يوم الجمعة من أجل ماذا؟ من أجل أن ينام الناس؟! اعتاد الناس أن يوم الجمعة يوم نوم وكسل، فعطلوه عن المقصود به، الناس أعطوا العطلة يوم الجمعة لأجل أن يتفرغوا لصلاة الجمعة، ويبكروا إليها، الناس لا، استغلوا هذا اليوم للنوم والكسل والنزهات، النزهات في البراري، هذا حرمان.

وفيه فضل التقرب إلى الله بذبح القربان، وكلما كان القربان أكثر لحمًا وأغلى ثمنًا، فإنه يكون أكثر أجرًا، البعير ما فيه شك أنه أكثر لحما وأغلى ثمنًا، ثم يليه البقرة، ثم يليه الشاة، ثم يليه الدجاجة، الدجاجة ما تشبع إلاَّ واحدًا، أو ما تشبعه، والبعير يشبع أمة من الناس، والبقرة والشاة تشبع جماعة، أما الدجاجة، ما تشبع إلاَّ واحدًا، البيضة أقل من ذلك، كيف يرضى الإنسان لنفسه بالدون في أمور العبادة، ولا يرضى لنفسه بالدون في أمور الدنيا ومطامع الدنيا.

وفيه أن السباق يغلق عند حضور الإمام، وتنتهي الأسبقية، وأن من جاء عند حضور الإمام، فاته أجر التبكير إلى الجمعة، ولا يكتب له ولا بيضة، إذا حضر الإمام، وهذا حرمان، فعلى المسلم أن يتفطن لهذا.


الشرح