×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

عن سلمة بن الأكوع - وكان من أصحاب الشجرة رضي الله عنه، قال: «كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الجُمُعَةَ ثُمَّ نَنْصَرِفُ، وَلَيْسَ لِلْحِيطَانِ ظِلٌّ نَسْتَظِلُّ بِهِ»([1]).

وفي لفظ: «كُنَّا نُجَمِّعُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَتَتَبَّعُ الْفَيْءَ»([2]).

 

وفي الحديث: فضل خطبة الجمعة؛ حيث إن الملائكة الكرام يتفرغون لاستماعها؛ لأنها ذكر لله عز وجل.

هذا الحديث فيه بيان وقت صلاة الجمعة، فهذا سلمة بن الأكوع الصحابي الجليل رضي الله عنه، وكان من أصحاب الشجرة؛ يعني: من أهل بيعة الرضوان، التي قال الله تعالى فيها: ﴿لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَثَٰبَهُمۡ فَتۡحٗا قَرِيبٗا [الفتح: 18]، فأصحاب الشجرة لهم فضل يتميزون به، وقد رضي الله عنهم، فهذا فضل عظيم، فسلمة بن الأكوع رضي الله عنه كان منهم، هذا وجه قول المصنف: «وكان من أصحاب الشجرة»؛ ليظهر فضل هذا الصحابي رضي الله عنه.

قال: «كُنَّا نُجَمِّعُ»؛ يعني: نصلي الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

«ثُمَّ نَنْصَرِفُ، وَلَيْسَ لِلْحِيطَانِ ظِلٌّ نَسْتَظِلُّ بِهِ»، فيه دليل على أن وقت صلاة الجمعة يدخل بزوال الشمس، وهو دخول وقت الظهر؛


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4168)، ومسلم رقم (860).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (860).