آدم عليه السلام،
وفيهما ذكر قيام الساعة؛ لأن هذا اليوم خلق فيه آدم، وفيه أدخل الجنة، وأخرج منها،
وفيه تقوم الساعة، ففي هاتين السورتين ذكر قيام الساعة، وذكر خلق آدم، وهذا في
سورة السجدة: ﴿فِي يَوۡمٖ كَانَ مِقۡدَارُهُۥٓ أَلۡفَ سَنَةٖ مِّمَّا تَعُدُّونَ﴾ [السجدة: 5]، وهذا في يوم
القيامة، فيه ذكر يوم القيامة، وهذه الأحداث كانت وتكون يوم الجمعة، ففيه التذكير
بهذا الأمر، كذلك «الإنسان»: ﴿إِنَّا خَلَقۡنَا
ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا
بَصِيرًا﴾ [الإنسان: 2]، إلى أن ذكر يوم القيامة،
وذكر الجنة والنار، هذه المناسبة - والله أعلم - من قراءة هاتين السورتين، أن
المقصود التذكير بالمبدأ والمعاد، والتذكير بأحوال يوم القيامة؛ لأن هذه الأحداث
في يوم الجمعة، فيذكر الإنسان بها من أجل الاستعداد لها، والتوبة إلى الله عز وجل،
وليس المراد بالسجدة، إنما السجدة تابعة، أو سجود التلاوة تابع، وليس هو المقصود؛
كما يظن بعض العوام أنها تقرأ من أجل السجدة، وإنما تقرأ من أجل التذكير، والسجدة
إنما هي تابعة، وليست مقصودة، فمن مر بالسجدة، وهو يصلي، سواء يوم الجمعة أو
غيرها، يستحب له أن يسجد، وليس هذا خاصًّا بيوم الجمعة.
فهذا الحديث فيه فضل قراءة هاتين السورتين في يوم الجمعة، إلاَّ أنه لا ينبغي المداومة عليهما؛ لئلا يظن العوام والجهال أنه لا يجزئ غيرهما في صلاة الفجر في هذا اليوم، بل يتركهما أحيانا؛ من أجل أن يعرف الناس أن قرائتهما مستحبة، وليست واجبة.