×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

وأن الصدقة تخلص المسلم من العذاب يوم القيامة، ففيه فضل الصدقة.

«فَقَامَتِ امْرَأَةٌ مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ»؛ يعني: من وسط النساء، «سِطَةِ» يعني: من وسط النساء، أو «مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ» يعني: من غير النساء الفاتنات، وإنما هي امرأة ليس فيها فتنة، ولهذا قال: «سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ»؛ يعني: كأنها ليست محل فتنة، وقالوا: هذا محمول على ما قبل الحجاب؛ لأنه كان في أول الإسلام كانت المرأة لا تغطي وجهها، ثم فرض الله الحجاب على النساء، فغطين وجوههن، فهذا الحديث محمول على أنه كان قبل نزول الحجاب، أو أن هذه المرأة لا تتعلق بها الأنظار؛ لكونها غير فاتنة، ولذلك قال: «مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ»؛ يعني: ليست محل جلب للأنظار.

«سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ»؛ يعني: في خدها لون متغير بالحمرة، أو الصفرة، أو السواد؛ كالوشم فيها.

«فَقَالَتْ: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟»، هذا فيه سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم، يعني: ما سبب كون النساء أكثر حطب جهنم؟ لأن هذا أمر مهم، لازم يعرف سببه من أجل أن يعالج هذا السبب، فهذا من فضلها رضي الله عنها، أنها سألت عن سبب كون النساء أكثر حطب جهنم؛ لأن هذا أمر مهم، لا ينبغي تركه، فقال صلى الله عليه وسلم: «لأَِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ»؛ يعني: تكفر نعمة الزوج، فالمرأة - ولو أحسن إليها زوجها، ولو أعطاها، ولو أكرمها - لكنه لو قصر في يوم من الأيام في شيء، قالت: ما رأيت منك خيرا قط. هذه طبيعة المرأة، فتكفر النعمة، تكفر النعمة عند أدنى


الشرح