سبب، ولذلك عوقبت
بالنار. فهذا فيه الاستفصال من العالم عندما يذكر شيئًا مهمًّا، أنه يستفصل منه،
ويعرف ما السبب.
وفيه: فضل الصدقة،
وأنها تقي من النار، قال صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ
بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»([1])، ففيه أن الصدقة
تقي من النار، تقي صاحبها من النار.
«فَجَعَلْنَ
يَتَصَدَّقْنَ»، هذا فيه مبادرة الصحابيات، المبادرة إلى فعل الطاعة، من حين يسمعون الأمر
يبادرون إلى تنفيذه، ولا يتماهلون، هذا من فضل الصحابة رضي الله عنهم، وهذا أيضًا
مشروع لغير الصحابة؛ أن المسلم إذا سمع أمر الشارع، يبادر بتنفيذه، إن كان أمرًا،
فعله، وإن كان نهيًا، تركه ولا يتكاسل ويتماهل.
وفيه: أن المرأة تتصدق من مالها بدون إذن زوجها؛ أي: أنها تتصدق من مالها، وليس لزوجها منعها من ذلك.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6023)، ومسلم رقم (1016).