وهذا أيضًا فيه أن
النساء يعتزلن عن الرجال، فيه أن النساء ينعزلن عن الرجال، ولا يختلطن بالرجال؛
لما في ذلك من الفتنة، وإذا كان هذا في موطن العبادة والصلاة، فكيف باختلاط النساء
مع الرجال في غير العبادة؟ في الأسواق، في المكاتب، في المستشفيات، هذا خطر عظيم
في الاختلاط، والذين يدعون إلى حرية المرأة يشجعون على الاختلاط، وينكرون عزل
النساء وجعلهن على حدة، أو جعل ساتر بين الرجال والنساء، يستنكرون هذا، ويعتبرونه
من الأمور التي فيها تمييز وتحقير للنساء بزعمهم، وما يدرون أن هذا كرامة للنساء،
وحفظا للرجال والنساء من فساد الأخلاق، إذا كان هذا في موضع العبادة، فكيف في غير
موضع العبادة واختلاط النساء بالرجال؟ وفيه أنه لا بأس أن الرجل يلقي الدرس على
النساء والخطبة على النساء، لكن مع الستر والحجاب، يكون مع الستر والحجاب للنساء،
وما تكون النساء سافرات أمامه، وإنما يكن متسترات.
«وَقَالَ: «يَا
مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ حَطَبِ جَهَنَّمَ»، فَقَامَتِ امْرَأَةٌ
مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ، فَقَالَتْ: لِمَ يَا رَسُولَ
اللهِ؟ فَقَالَ: «لأَِنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ، وَتَكْفُرْنَ
الْعَشِيرَ». قال: فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقراطهن
وخواتيمهن»، في هذا أن الكلمة مع النساء أو الخطبة مع النساء يكون فيما يخص
النساء، قال صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ»،
وما السبب في حثهن على الصدقة؟ «فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ حَطَبِ جَهَنَّمَ»،
ففيه أن الصدقة تطفئ النار،