التهاون والكسل
والغفلة، وأكثر الناس يغفلون؛ فيحتاجون إلى موعظة، أو يتساهلون؛ فيحتاجون إلى
موعظة، هذا موضوع الخطبة، ليس موضوع الخطبة الكلام الكثير والخارج عن المطلوب وحشو
الكلام؛ كما يفعل بعض الخطباء اليوم، ويشرق ويغرب، ويذكر سياسات الدول وأمور ما
يحتاجها الناس، وليست في مستواهم، لا، الخطيب يقتصر على الحث على تقوى الله وعلى
أمرهم بطاعة الله والموعظة، وتذكير بالآخرة والقبر والحساب، اليوم ما تجد من
الخطباء - إلاَّ من شاء الله - من يتعرض لأمور البعث والحساب والجنة والنار، قليل
منهم من يتعرض لهذا، والناس يستعيبون هذا أيضًا، يقولون: هذا مطوع، هذا فيه كذا،
هذا متشدد، هذا يقنط الناس، يخوف الناس ويقنطهم، يقولون هذا في الصحف والمجلات،
يهجنون من الموعظة، تذكير الناس بالأهوال التي أمامهم، والحساب والجنة والنار، يقولون:
لا، هذا ما يصلح، وهذا تقنيط للناس، وهذا إرهاب وتخويف. كذا يقولون. هذه سنة
الرسول صلى الله عليه وسلم: كان يعظ الناس، يذكرهم، يخوفهم بالله عز وجل، يأمرهم
بتقوى الله، فينبغي للخطيب أن يراعي هذه المعاني العظيمة.
«ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ، فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ»، هذه فائدة عظيمة؛ أن النساء أيضًا يحتجن إلى الموعظة مثل الرجال، النبي صلى الله عليه وسلم وعظ الرجال، ثم ذهب إلى النساء، ووعظهن، واليوم - والحمد لله - بوجود مكبرات الصوت يذهب الصوت إلى النساء في مكانهن، لكن في ذاك الوقت ما كان هناك ما يبلغ الصوت.