عن البراء بن عازب رضي الله عنه
قال: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَضْحَى بَعْدَ الصَّلاَةِ،
فَقَالَ: «مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا، وَنَسَكَ نُسُكَنَا، فَقَدْ أَصَابَ النُّسُكَ،
وَمَنْ نَسَكَ قَبْلَ الصَّلاَةِ، فَلاَ نُسُكَ لَهُ»، فَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ
بْنُ نِيَارٍ خَالُ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي نَسَكْتُ
شَاتِي قَبْلَ الصَّلاَةِ، وَعَرَفْتُ أَنَّ اليَوْمَ يَوْمُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ،
وَأَحْبَبْتُ أَنْ تَكُونَ شَاتِي أَوَّلَ مَا يُذْبَحُ فِي بَيْتِي، فَذَبَحْتُ
شَاتِي وَتَغَدَّيْتُ قَبْلَ أَنْ آتِيَ الصَّلاَةَ، قَالَ: «شَاتُكَ شَاةُ
لَحْمٍ» قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ عِنْدَنَا عَنَاقًا هِيَ أَحَبُّ
إِلَيَّ مِنْ شَاتَيْنِ، أَفَتَجْزِي عَنِّي؟ قَالَ: «نَعَمْ وَلَنْ تَجْزِيَ عَنْ
أَحَدٍ بَعْدَكَ»([1]).
هذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن خالفها،
فقد خالف السنة، وهي لم تنسخ بدليل أن الخلفاء عملوا بها بعد وفاة الرسول صلى الله
عليه وسلم.
هذا الحديث: فيه مشروعية
الأضحية في عيد الأضحى، وهي شعيرة عظيمة ومستحبة، سنة مؤكدة بإجماع أهل العلم،
ويرى بعض العلماء كأبي حنيفة رحمه الله أنها واجبة، والجمهور على أنها سنة مستحبة،
وليست واجبة.
وفيه: أن ذبح الأضاحي إنما يبدأ بعد صلاة العيد، فمن ذبح قبل صلاة العيد، فإنها لا تكون أضحية، وإنما تكون لحما يؤكل فقط؛ أن أبا بردة هانئ بن نيار رضي الله عنه ذكر للرسول صلى الله عليه وسلم أنه ذبح قبل صلاة العيد، وأكل وتغذى منها، وذلك اجتهادا منه؛ لأنه قال: «وَعَرَفْتُ أَنَّ اليَوْمَ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (955)، ومسلم رقم (1961).