عن عائشة رضي الله عنها؛ أنها
قالت: «خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم،
فَصَلَّى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، فَقَامَ، فَأَطَالَ
القِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ القِيَامَ
وَهُوَ دُونَ القِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ وَهُوَ
دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ فَعَلَ فِي
الرَّكْعَةِ الأُخْرَى مِثْلَ مَا فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى، ثُمَّ
انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ
وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ
آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا
رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَادْعُوا اللَّهَ، وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا»،
ثُمَّ قَالَ: «يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَالله مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ الله
أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَالله
لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا»([1]).
وفي لفظٍ: «فَاسْتَكْمَلَ
أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَع سَجَدَات»([2]).
هذا فيه بيان كيفية
صلاة الكسوف، ففيه فوائد:
أولاً: فيه أن صلاة الكسوف
تفعل جماعة في المسجد.
ثانيًا: فيه صفة صلاة
الكسوف؛ أنها ركعتان، كل ركعة فيها ركوعان وسجدتان.
ثالثًا: فيه أنها تطول صلاة الكسوف، يطول القيام، ويطول الركوع والسجود، ويتكرر القيام مرتين في الركعة الواحدة، ويقرأ فيها من القرآن، ويطيل القراءة، وأنها جهرية.