×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

رابعًا: هذا فيه أن صلاة الكسوف يتدرج فيها الإمام، يطيل القيام الأول الذي بعد تكبيرة الإحرام، ثم يركع، ثم يقوم قيامًا آخر ثانيًا، ويطيله، لكنه دون الأول، ثم يركع، ويطيل الركوع، ثم يرفع، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يفعل الركعة الثانية مثل الركعة الأولى.

«ثُمَّ انْصَرَفَ»؛ يعني: سلم، وانصرف إلى أصحابه.

«فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَادْعُوا اللَّهَ، وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا»، ثُمَّ قَالَ: «يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَالله مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ الله أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَالله لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا»»، وهذا فيه زيادة الموعظة بعد الفراغ من صلاة الكسوف، وأن الإمام يعظ الناس بعد صلاة الكسوف، ويذكرهم، ويبين لهم أن الكسوف آية من آيات الله، وليس هو كما يعتقد الخرافيون والمشركون أنه سبب لموت أحد أو حياة أحد، وإنما هو تخويف من الله لعباده، فيشرح لهم هذه الأمور؛ حتى يتضح لهم هذا الأمر؛ لأن العقائد الجاهلية باقية، ولها مروجون يروجونها، شياطين الجن والإنس يروجون هذه الخرافات وهذه الشركيات، فالإمام ينبغي له أن يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم، ويبطل هذه الخرافات وهذه العقائد الزائفة، ويبين بطلانها للناس، ولا يكتفي بمجرد الصلاة، وهذا مهم جدًّا.

وفيه: التخويف، فيه أنه يخوف الناس من المعاصي، ولا سيما الزنى، فإن الزنى؛ كما قال الله جل وعلا: ﴿وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ


الشرح