عن أبي مسعودٍ - عقبة بن عمرو
الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، يُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا
عِبَادَهُ، وَإِنَّهُمَا لاَ يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ،
فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا وَادْعُوا حَتَّى يَنْكَشِفَ مَا
بِكُمْ»([1]).
نحوًا من قيامه، ثم يرفع، ويقول: سمع الله لمن
حمده، ربنا ولك الحمد... إلى آخره، ثم يقرأ الفاتحة، ثم يقرأ بعدها قراءة طويلة،
لكنها أقل من القراءة الأولى، ثم يركع ركوعًا طويلاً، لكنه أقل من الركوع الأول،
ثم يسجد سجودًا نحوًا من قيامه، ثم يجلس، ويقول: رب اغفر لي؛ كما في الصلاة
الأخرى، ثم يسجد سجودًا طويلاً، ثم يصلي الثانية كالأولى، إلاَّ أنها أقل منها في
القيام وفي الركوعات وفي السجودات، هذه صفة صلاة الكسوف، أخذًا من سنة النبي صلى
الله عليه وسلم العملية، فصلاة الكسوف ثابتة بالسنة العملية والسنة القولية، السنة
العملية أنه صلى بالناس، والسنة القولية أنه قال للناس: «فَصَلُّوا وَادْعُوا
حَتَّى يَنْكَشِفَ مَا بِكُمْ».
وهذا الحديث فيه بيان الحكمة من حصول الكسوف، وأنه تخويف للعباد، وفيه إبطال ما كان عليه أهل الجاهلية؛ أنهم يعتقدون أن الكسوف يدل على حدوث شيء؛ إما موت عظيم، وإما ولادة عظيم؛ لأن من عادتهم التنجيم، وأنهم يعلقون الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية، هذا هو التنجيم، فيعتقدون أن الكسوف سبب لحديث يحدث؛ لموت عظيم من العظماء، أو ولادة عظيم من العظماء، بين صلى الله عليه وسلم أن هذه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1041)، ومسلم رقم (911).