×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الأول

الودائع، وما يترك الأمر مضيعًا، ثم يفجؤه الموت، وتضيع هذه الحقوق، وتبقى في ذمته، بل عليه أن يوصي بها، ويثبتها في كتاب عنده؛ حتى يسلم من عهدتها، لو فاجأه الموت، يسلم من عهدتها.

وكذلك مسألة التداوي والعلاج لا بأس به، مباح أن الإنسان يتعالج من المرض بما أباح الله من الأدوية والرقية الشرعية، فالعلاج مباح بالأمور المباحة، وبعض العلماء يرى أنه مستحب، العلاج مستحب، وبعضهم يرى أنه واجب، ولكن الصحيح أنه مباح، إن شاء تعالج، وإن شاء لم يتعالج.

هذه كلها أمور ينبغي للمسلم أن يستحضرها، فإذا مرض الإنسان، فإنه تستحب زيارته وعيادته، عيادة المريض هذا من حق المسلم على أخيه المسلم، قال صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ»([1])، فيعوده، ويجلس عنده، ويطمئنه، ويوسع عليه الدنيا، وينفس عنه، زيارة المريض فيها أجر عظيم، وفيها مصلحة للزائر والمزور. الزائر يحصل على الثواب، والمزور يستأنس بأخيه، وينشرح صدره إذا زاره أخوه، ويذهب ما بينهما من سوء التفاهم، قد يكون بينهما سوء تفاهم، فإذا زاره، فإن هذا يزول بزيارته؛ عيادة المريض، وهي قربة إلى الله سبحانه وتعالى، ويذكر المريض بالتوبة، فإذا رأى الزائر أنه في حالة تدل على قرب أجله، فإنه يحثه على التوبة، ويذكره بالوصية بما له وما عليه؛ فإن هذا من التعاون على البر والتقوى، وكذلك إذا حضره الأجل ونزل به الموت، يوجهه


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2162).